خطابك فصلٌ أفحمَ الألسنَ اللدّا ** وفي ضمنه ما يجلبُ الحظّ والسعدَا
به للحبيب الصِّرفِ أسنى مسرةٍ ** وبشرٍ وإن سِيئت به جملة الأعدَا
تبَيّن فيه عظْمُ شأنك في الورى ** وأنك أوفاهم وأنجزهم وعدا
وأنك شهمٌ كلما ازددت رفعةً ** تزيدُ دنواً في التواضع لا بُعدا
وأنك فردٌ في المكارم والعلى ** وفي كل وصف لم تزل عَلَمًا فردا
وأنك بحرٌ في المعارف لم يزل ** يزاحم مَدٌ من زواخره مَدّا
وكفُك بذّ السيل والسُّحبَ وكْفُه ** وخلقُكَ ذمّ المسكَ والورد والرّندا
لعمريَّ ما أبصرتُ في الزهد والحيا ** ولا في الندى للشيخ في عصرنا ندا
هو المرتضى عدل رضا شهدت على ** عدالته أعلامُنا الشيبَ والمرداَ
وكيف ترى عميُ البصائرِ نورَه ** أيبصرُ ضوءَ الشّمسِ من عينه رمدا ؟!
فما زالت الأعدا تحاولُ نقدهُ ** ويشغله عن نقدهم بذله النقدا
وحلمٌ له في قدرةٍ منه أحنفٌ ** يغارُ وصفحٌ يطرد الغلّ والحقدا
أيا شيخنا هذا مريدٌ بباكم ** بودكم يبأى لكم أخلص الودّا
فقل تنصت الآذانُ للقول وآمرَنْ ** أطعْ وانْهَ أردُدْ جامحات الهوى ردا
فكم بلّغ القصدَ المؤملَ مدحُكم ** مريدا وإن في المدح لم يبلغِ القصدا
فأبقاك سيفا في حمى الحق تحتمي ** به السنةُ الغراءُ لا يعرف الغَمدا
الشاعر/ حبيب ولد سيدي المختار